مجرد إحساس

11

 

عند الغوص قليلاً داخل خبايا نفسي – أنا أتحدث عن نفسي هنا لأعطيها حيز للتعبير – و أنا أعود إلى بحر الذكريات الهائج و في تأمل كبير للحاضر الغائب تتصارع تلك الأمواج و الرياح علانية لإغراق كل سفن النجاة التي تحاول الوصول إلى مبتغاها .

 

في رحلتي القصيرة لجزء من أحياء مدينتي القديمة – حمص القديمة – تصارعت المشاعر و الآمال لدي و غدت كل واحدة منها سباقة إلى هدفها و تركتني أعيش دقائق لم أعرف من كان يسيطر علي فيها – مددت نظري بعيداً ألملم شيئاً , أستشعر أرواحاً و أستذكر الكثير و الكثير من كل شيء فرحة حزن غصة أمل ………

 

في سباقي مع الوقت لأستشف ما يدور داخلي , أطلقت العنان للروح لتجوب أنحاء المكان و تطوف الزوايا و النواحي القديمة في خبايا الذاكرة , للقلب ذاكرة أيضاً و هي بقوتها تضاهي ذاكرة العقل و هذه حقيقة علمية القليل من البشر يعلمها .

 

تركت ورائي بعض الآمال الجديدة و حاولت إكتناز الكثير من المشاعر و أنا أترك و أعود إلى الحي الذي أقيم به حالياً , لم أعلم لما بعد عودتي تلك وجدت أن مكاني لم يعد هنا في هذا الحي – أهو إحساس فقط أم سيصبح واقعاً .

 

هناك بعض القصص لم تنتهي … و هناك قصص لم تُعش بعد … و هناك قصص لم تبدأ …

 

سوريا – حمص القديمة

بقلم Amir Ghanoum

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *