Amirghanoum

عندما يغلب الحزن على بعض ساعات حياتك و يجتاحك كل أنواع الألم المعروف و غير المعروف و تسود حياتك أفظع حالات الكآبة لابد لك حينها من عمل ما , عمل يعيد التوازن إلى مجرى حياتك و ينير دربك بالأمل من جديد .

نحن بطبيعتنا نعتاد مع مرور الوقت على ما تراه أعيننا و عندما تبتعد تلك الموجودات أو الأشخاص يتغير مزاجنا بفقدانها و ابتعادها و يبقى مجال رؤيتنا مظلماً مشتتاً يعيد البحث كثيراً عما فات و رحل و بهذه الحالة سوف تفوتنا أشياء كثير جداً .

ألوان الحياة متنوعة و كثيرة و عندما يختفي احداها فهناك المزيد من الألوان التي من الممكن أننا لم نلاحظها بسبب انشغالنا بلون كنا نراه وحيداً و فريداً .

افتح أبواب قلبك لكل الألوان و ستشعر حينها أنك أضعت الكثير من وقتك في شيء لربما لن يدوم طولاً لك , الأفق واسع جداً و هو حتما ينتظر جميع من امتلك قوة الإرادة .

أمير غنوم

عندما أتكلم عن الدفئ و الحنان و الاهتمام – حتى بالمشاعر – أو عندما يكون الأسى و الحزن و الدموع عنوان لدي فلا أعلم لما يكون لفصل الشتاء حيز كبير يستوعب كل تلك المشاعر المتضاربة و المتعاكسة .

فصل الشتاء يجلب الفرح بمطره و لكنه يجلب الحزن برمادية غيومه و سوداوية سماءه , فأغلب تقلباتنا تأتي من سرعة تغير أجواءه و عنف بعضها في تحدينا و كسر حاجز قوتنا.

فهو فصل مناسب لكل شيء , أغلب مشاعرنا تستطيع أن تظهر مع تغيرات ذلك الفصل و تبدل ألحان رياحه , أما لبياض ثلوجه قصة من نوع خاص تمتلك الكثير من البراءة و الجمال و الذكرى الجميلة التي ترسوا عميقاً و كلما سنحت الفرصة لها تلمع في عيوننا من جديد .

حتى لرائحة الطعام شيء مميز لا أعلم لما ؟ و لكن كل شيء له نكهة خاصة .

الصورة من ألبوم Jihad Elkassm

بالرغم من كل الكلام الذي نسمعه و يكرره البعض أمامنا ( أنا معك و لا يهمك ) ( أنا زعلان على زعلك ) أو حتى ( أنا سعيد لسعادتك ) لا تصدق أي كلمة منه , فالعذاب و الألم لا يشعر به إلا صاحبه و السعادة لا يشعر بها إلا صاحبها فقط لا غير , حتى جملة أنا معك فهي غير صادقة لأنو بصراحة ما حدى مع حدى بهالأيام .

و الله شبعنا كلام و زيادة من هاد النوع و صار مصدر قرف , خلينا منطقيين و عقلانيين و بلا جمل مبتزلة و رخيصة و الله ملينا .

طبعاً كل كلامي مستثنى منه من كان توأم روحك و ليس توأم عقلك أو جسدك

وجهة نظر خاصة

تراودني تلك الفكرة منذ فترة في ذهني و لكنني قررت أن أجمع كلماتي و ألملم بعض المشاعر لأستطيع استخراج بضع جمل مفهومة و واضحة .

في خضم كل الأحداث التي تجتاح حياتنا و تقطع سلاسل أفكارنا بالتدريج , يتحول البعض إلى إنسان بارد من كل النواحي – يضاهي برودة الجو في درجات قاسية – أكثرنا لم يعد كما كان و أصبح لا يأبه لأغلب الأشياء التي تحدث من حولنا – إيجابية أو سلبية – لم يعد يأخذ مجمل جوانب حياته بشكل جدي أو يُشعر من أمامه بأهمية بعض الأمور .

تمر الكثير من الأشياء أمامه مرور الغريب الغير آبه بها أو بنفسه حتى , يتحول سلوكه إلى سلوك عام , أغلب مشاعره أصبحت مجمدة و عصية على الذوبان في جمال و مشاعر غيره .

هذه ضريبة من نوع خاص ندفعها ثمناً لمشاكل ليس لنا بها أية علاقة .

لا أعلم ؟ هل أنا فقط من يعاني ؟ أم هناك الكثير و الكثير مثلي ؟

كلماتي كانت قليلة و لكني أرجو أن تكون قد وصلت فكرتي بوضوح و أن لا تكون مبهمة أو غامضة ..

كتابة أمير غنوم

تنسدل بعض تلك الغيوم عن بعضها البعض و تتباعد كأنها نوع من الستائر المخملية العريقة ليطل ضوء ذلك القمر الذي يبدو أنه اليوم أكبر حجماً و أكثر جمالاً و بريقاً و على ما يبدو أقرب من ذي قبل , إنه من المشاهد النادرة التي تبهر البصر و تأسر النظر .

بعض الريح تلاعب أوراق الشجرة المقابلة لي و تتمايل أوراقها الذهبية – من شدة تأثير القمر – في مشهد درامي رائع يجعل الهدوء يرسم رواية و حكاية جميلة .

اعتدت في هذه الأجواء الكلاسيكية دغدغة بعض جوانب ذاكرتي البعيدة لاسترجع جزء من تلك اللحظات المخبأة في خزائني الذهبية – ترتسم بعض البسمات على وجهي و أغرق في حلاوة لم أعلم أن لها بقاء بعد كل ما حصل و حصل ..

استيقظ من تلك الحالة لأتابع التفكير و أنا كلي أمل بغد و مستقبل أفضل – فأصعب الأوقات تأتي بحكمة و القدرة على فهم الحكمة سوف تكون مفتاح الطريق ..